زيارتي اليوم لمنزل أختي كانت صعبة للغاية، الأطفال يصرخون ويبكون باستمرار، ولا يوجد قواعد أو ترتيب معين يمشون عليه. أشعر بالإرتباك للغاية بسبب الفوضى ولا أعرف كيف أتصرف.

أستمر في التفكير في سبب وجود أربعة أطفال في المنزل، هذا غير مفهوم ولا يمكن تقبله. من المؤلم رؤيتهم يركضون حولي بحثا عن الاهتمام والحب الذي يبدوا أنهم لا يحصلون عليه.

أختي تصرخ باستمرار، بسبب ومن دون سبب، وما يجعلني حزينا حقا هو رؤيتها وهي التي كانت في السابق مليئة بالنشاط والحيوية، قد أصبحت مستهلكة تماما من احتياجات الطفل الجديد. متعبة ومستنزفة طوال الوقت، لا يوجد متنفس لها أو لأي طفل آخر من الأطفال الثلاثة. يبدو وكأنها فقدت نفسها في مطالب الأمومة المكلفة.

لا يستطيعيون شراء كيلوغرام من البطاطا، لأن كل مدخولهم يذهب إلى احتياجات الطفل. مصطفى يخرج صباحا مبكرا ويعود بعد منتصف الليل، يعمل في عملين دون توقف ويتناول بقايا الطعام التي يتركونها.

هذه الزيارة ذكرتني بزيارات سابقة والظروف الصعبة التي لمستها عندما ولد عمران، وهي تتكرر الآن بوجود رضيع جديد يحتاج لكل الوقت والرعاية والاهتمام، مع وجود ثلاث اطفال آخرين تحت سن ال 13.

كل هذا يترك بداخلي شعورا بالحزن والعجز، متسائلا عما يمكنني القيام به لمساعدة ودعم يسرى وأسرتها.